بنفسجه الغروب الدلوعه الجمعة سبتمبر 18, 2009 3:07 amبحثتُ عنكِ طويلاً
يا امرأةً
كانت تدّعي الحبّ
قرعتُ مئات المرات
بابكِ الموصد
وقلبكِ الموصد..
انكسر القفل
واهتزّت كل الجدران
ولم ينفتح الباب.
ركِبتُ أمواج شوقي
بحثاً عنكِ من جديد
لعلّي اجدكِ
في مكانٍ آخر..
أو في زمنٍ آخر..
واستأجرتُ قمراً ونجمتين
كي يدلاني عليكِ..
ما كنتُ اعلمُ بأنّ القمرَ اصبحَ مزيّفاً
كالنقود المزيّفة..
وانّ النجوم صارت تستعير بريقها
من مدينة هوليوود..
كانَ واضحاً بأنّ كل الاشياء تغيّرت
وانّ كلّ المفاهيم تبدّلت..
حتى مركبي الذي صنعتيهِ لي
مِن عظيمِ حبكِ
كان مصنوعاً من ورق..
تُرى !!! ؟؟؟
هل كُنتُ طوال الوقت
أركبُ الصحراء بدل البحر
وأنكِ لم تكوني في حياتي
سوى سراب !!
أوصلني شوقي اليكِ أخيراً
وقرعتُ بابكِ الجديد
بيدي المهترئة
لكنّ امرأةً اخرى
فتحت لي الباب..
للوهلة الاولى ظننتها انتِ
كل الاوصاف تقول بأنها انتِ
إلا قلبي.. أنكركِ !!
كانت عيونكِ مزيّفة.. تماماً كالنقود المزيّفة
وعباراتكِ مزيّفة..مثل القمر والنجوم المزيفة
كُنتِ كصورة امرأةٍ يوماً عشقتها
لم أعرفكِ..لم اتحقق منكِ
هل انتِ انتِ ؟؟
واجابتني دموعكِ
التي أسقطَت عدساتكِ الملوّنة..
أدركتُ ساعتها حجم التغيير
الذي حلّ بالكرة الارضية
وعرفتُ من اينَ ابتدأت الكارثة
فالكارثةُ يا حبيبتي
بدأت من عيونكِ
وانتهت بعدساتكِ اللاصقة.
يا امرأةً خَذَلّت نفسها .. فخذلتها الدنيا
لماذا تذبحين بيدكِ الحب..وتبكين !!
لماذا تخافينَ صوتي
وبينَ ثناياهُ تبحثينَ عن الحنين
يا امرأةً كانت تُشرقُ الشمس
من بين عيونها
واليها وحدَها
تُسافرُ اسراب السنونو
بحثاً عن الدفء..
لماذاتذبحينَ نفسكِ وتذبحينني
لماذا تذبحينَ الحب باسم الحب ؟؟
لماذا تتخلينَ عني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان يمكنكِ أن تكوني أكثرَ منطقية
لو أنكِ استعملتِ لغةً اخرى..
لكنكِ استعملتِ لغة ما قبل التاريخ
وانا رجلٌ يلزمني الف عام
كي يفهم امرأةً مثلكِ..
ويلزمني ألف معجمٍ
كي أفسّرَ معانيكِ..
كُنتِ بسيطةً دوماً
حينما انطقكِ
لكنني الان اتلعثمُ في كل حرفٍ
من حروف اسمكِ..
واخشى ان اكونَ قد نسيتُ لغتي معكِ
وبدأتُ اتذكرُ تاريخ ميلاديَ الاول.
خبّريني..
ماذا سأقولُ لأقلامي
اذا عاتبتني إن لم أكتبكِ..
ماذا ستفعلُ بي أوراقي
اذا لم تكوني موجودةً بين الاسطر
والفواصل.. وقبلَ كل النقاط !!
هل سيكونُ للنثر معنى
وهل سيكتفي الشعر بالدلالةِ عليكِ
دون ان تكوني انتِ القافية..
هل أخبرهم بأنكِ تركتني لأجلي
وأنكِ قتلتني لكي احيا !!
انني يا سيدتي عاشقٌ بسيط
وليس يمكنني تغيير الحقائق أو تزييفها
أو رسم الروح على الورق
أو تلوين السماء بلونٍ آخر
كلونِ عيونكِ الجديدة..
لكنّ اقصى ما يمكنني فعله لاجلكِ
هو ان اطويكِ بين اوراقي
وان اضعكِ في أحد أدراجي القديمة.
يا هاربةً من حقيقتي الى وهمها
عذركِ عن طول الحديث
فصوتي الجميل لم يعد جميلاً
وأناقتي التي كنتِ تفضّلين
لم تعد صالحةً لزمنكِ..
يمكنكِ الان ان تغلقي الباب
فالهروبُ لمثلكِ امان
والوحدة لروحكِ امان
لكني اكثر ما اخشاه
أن تبقى طوال العمر ابوابكِ مغلقة
وأن يكسو اقفالكِ الصدأ
