همسات المحبة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره


    تهرب ....تركض.... تلهت.... تتالم

    بنفسجه الغروب الدلوعه
    بنفسجه الغروب الدلوعه
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 120
    التقيم : 5723
    السٌّمعَة : 11
    تاريخ التسجيل : 08/09/2009

    تهرب ....تركض.... تلهت.... تتالم Empty تهرب ....تركض.... تلهت.... تتالم

    مُساهمة  بنفسجه الغروب الدلوعه الأربعاء سبتمبر 09, 2009 5:07 am


    هناك في زمن بعيد .. يحكى أنه حُفِرَ حبا على صخرة الألم ، و من جمرة القلب المدفون دوت آهات في كل جوانب الطريق , ابحث عن حبا فقدته ، في ليل ٍ قارص ، يجف فيه ورق الأشجار ، ويتعكر فيه صفو شفتين , كيف تسير تلك الحكايات ؟ وكيف تعيش أنثى متعطشة لشوق ، متهالكة بحب ، ومحتاجة لنسيم الفجر العالي .. هي ملاك للحب تهرب، تركض، تلهث، تتألم تصعد آهاتها لروح السماء، تقرع القلب بقوة تُجرح يداها من قسوته لأنه لم يعد تسكنه غير الجراح بكل معانيه..
    هل يلين ذلك القلب رحمة لقارعة القلب ؟ هل تتوقف آهاتها بحب عنيد ؟ هل تتعارك القلوب باسم الحب ؟ هل تتمسك ملاك الحب بحبها أم تتراجع عنه ؟

    من موسيقى الم الحزن القديم تقف على صخرة الألم ملاك الحب، وبيديها باقة جوري تائهة، وآهات القلب تفقدها اتزانها، تتمايل كأعواد خيزران ، تكاد أن تنكسر على صخرة الحب الضائع, تتغلغل بين التراب وتـتوه بين الأحجار هناك .. التراب يزرع فيها أمل حب جديد .. بدقة قلب متعبة، متهالكة، لا متناهية، تنتظر رحمة قلب رجل فقد إحساسه بالحب!

    في حُلُمٌ بين الألم والأمل تدرك ملاك الحب نفسها فوق السحب محلقة، تمسك زمام الغيمة كأنها تمسك سرج جواد ولكن بلا فارس، تطير .. وهي تعانقها تترقب قدوم فارس حبها حتى يمسك بيديها ليطير بها بين الغيوم.. لكن صحوتها تهوي بها وتلاشي فارسها يعلن صعوبة نيل قلب مدفون تحت رمال البحر التائهة, وتقف بعدها على إحدى الصخرات.. تضع يدها على صدرها وتحس ( دقـ دقـ دقـ ) دقات قلبها المتصارعة.. لما وقفت؟ وأين تلاشى فارسها وسط دقات قلبها قرب نافذة الصمت.. ولم يبقى غير الغيوم والجواد وملاك الحب فالبكاء كان رحمة لها من سراب حب، عشق وأسراب الألم..

    تعالوا معي لأسرد لكم تلك القصة من حيث البداية ورقصة الحب الجميلة ودمعة القلب الحزينة وآه يا ملاك من فارسك الذي اختفى وسط الغيمات لتنقشي لنا أعظم لوحة للحب والتضحية ..

    ملاك أنا فتاة التي أعيش وسط المدينة الجميلة حيث غابات النخيل الكثيفة وكوخ يطل على بحيرة تتلاقى عندها أسراب الحمام صباحا.. اعتادت أن تأكل من الحبوب التي أنثرها لها قرب البحيرة بعدها ترتشف قطرات ماء قرب الشط.. وهي تغرد لي مبتعدة حتى صباح يوم آخر بأجمل النغمات وأعذبها الألحان.. كم أتمنى لو أكون طير مثلهم أحلق خلفهم مغتربة على أرض الألم نحو أمل السماء..

    اذهب بعدها لأتمشى قرب البحيرة أرد على تحيات سمك البحيرة الصباحية وأنا في سعادة تامة رغم برودة النسيم الذي يحرك خصلات شعري وأنا أرجعهُ خلفا.. حتى التقيت بصخرة كبيرة تعلوها حشائش خضراء.. فرشت فستاني عليه وجلست بين ترديد أجمل الأغاني والصمت الذي كان يسلبني حضوري لتتلاقى أفكاري لأسطر حروف خواطر كانت تجتاحني.. راودني شعوراً جميلا بغرابته.. أجهل مصدره أسرعت بدفتري لأدونه أسطرا وتاهت عيني في البحيرة فالسكون أصبح غريبا بتلك اللحظة والطيور لم تعد تغرد وكأنها تريد أن تسمع ما سأكتبه من كلمات:



    يا سماء القلب
    غردي وأنشدي
    من قلمي وحبر
    أبياتي فلتكتبي
    فالقلب أراد البوح
    لكي بوحدتي
    من فوق تلك
    الصخرة بالتنبعي
    أجمل الكلمات
    لتتراقصي
    ولا تدعي قلبي
    يعوم لأني
    لا أجيد السباحة
    في بحر الحب(ي)

    يا بحيرة القلب
    فلتنبضي
    بدقات
    الحب ولو لمرة
    حتى أتعلم
    كيف هو الحب
    ومعانيه وتناهيده
    رعشة الحب وتفانيه
    قسوة الحب وآهاته
    أريد أن يكون لي
    حبيبا اعشقه
    بتفاصيله
    لأعشق روحه
    قبل قلبه
    لأعشق جسمه


    يا زهور الأرض
    فلتنهضي
    أريد أن ارقص
    معه بليلة
    لا يكون فيها
    إلا أنا وفارسي
    وتكوني أنتي ظلالي
    في ظهيرة شمس
    نارية لتسلبي مني
    قوتي وهو يضع
    رأسه بين أحضاني
    وتكوني أنتي جليسي
    وتضميني حين أضمه

    صمت هنا قليلا والقلم زلق من كفي ، وقطرات المطر تتساقط بنعومة شديدة والجو كان غائماً رائعاً بيوم رومانسي حتى ابتلت تلك الأوراق من قطراته.. وجلست أراقب القطرات وهي تتساقط على دفتر مذكراتي وأرفع راحة يدي حتى يبلها بزخاته الباردة.. بدأ الجو يزداد برودة شعرت بالبرد.. احتاج دفئ قلب بهذه اللحظة دفئ صدر يضمني وأنا تحت المطر ارقب السماء بغيماته لا أريد أن تنقشع فعشقي للمطر يفوق كل العشق , بجنب تلك الصخرة وطيور الحب قد اجتمعت من حولي تغرد وكأني أشاهدها تتراقص بشكل دائري وتدور من حولي راسمة أجمل صورة بخيالي إذ جاءتني بعض من تلك الطيور على أصابع يدي لأمسح عليها بكل حنان وحب .

    اسمع صوت احدهم يعزف بمزماره بصوت حزين التفت يمينا شمالا لم أجد أحدا..شدني ذلك العزف..اختفى قليلا فقليلا حتى أصبح ذلك الصوت سراب لم أجد له تفسير.. عاودت الكتابة مرة أخرى على صفحاتي المبللة ..

    تتساقط قطرات
    المطر على جسدي
    كل قطرة منها تحرقني
    تسقط أحداها على كتفي
    فتكويني وأخرى على رأسي
    فتعذبني بآهاتي وتتساقط
    على صدري
    فتخترق تلك القطرات
    قلبي ما هذه القطرات
    هل هي قطرة مطر آم
    دماء الحب تكويني

    امسحها تلك القطيرات
    من على صدري
    وتتساقط مرة أخرى
    على صدري تعاندني
    ابتعد عنها فتزداد سرعة
    على جسدي المحترق
    من الشوق ليت حبات
    المطر هو حبيبي
    لتعانقني بكل أحاسيسه
    العذبة يآه من ذلك الحب
    فليعتري قلبي ليدفيني

    تركت قطرات المطر على الصخرة وأسرعت بدفتري وقلمي إلى سريري ووسادتي القلم حتى تتبعثر على صدري وآه من صدري المحترق.. مذكراتي بقربي علها تنسيني تلك الألحان من هو ذلك العازف سئمت تقلباتي على السرير وأصبح الوضع قاسي أريد معرفة من صاحب تلك المعزوفة التي سلبت مني عقلي و قلبي افتح نافذة غرفتي أراقب كل ما يجري من فوق لأشاهد أجمل لوحة رسمتها الطبيعة , نعم طبيعة خلابة ولكن ينقصها من يعطيها أكسجين لتعم الحياة فيها .

    تغط عيناي بنوم عميق وبيدي دفتر مذكراتي و يدي الآخرة تمسك قلم إشعاري ويغطيني الليل بظلامه ويسكت كل ما بالكون ولم يبقى سوى صوت تلك الطيور الليلية التي تعزف ألحانها بكل هدوء .. وحينها استمعت مرة ثانية لذلك المزمار هل إنني في حلم أم ماذا ؟ نعم يقترب أكثر وبشكل واضح ويقف تقريبا أمام تلك البحيرة ويبحر بي بعالمه وبعالم عزفه الذي يجعلني اسرح بعيدا مع بسفينة الحب والتي لا اعرف لها مسير بحياتي , افتح باب غرفتي وأخذ شيء ليغطيني بهذا الجو القارص خرجت مسرعة نحو البحيرة حتى أتبع ذلك الصوت مرة أخرى وكلما أقترب يتضح الصوت أكثر وأعلنها بكل صراحة وبلا خوف وأقول له ::

    ملاك : من أنت ؟

    يلتفت لي بلحظة وينتزع مزماره من شفتيه ويقول !!

    ...... : أنا عازف الأحزان .

    ملاك : ليس لديك اسم يا صاح؟

    يحرك يداه بكل نعومه نحو مزماره ويعزف مجددا لا يبالي لأنوثتي ..

    ....... : لما تكلميني بهذه الطريقة ومن أنتي حتى تخترقي شخصيتي رجوتك اتركيني لحالي !!

    تصر هنا ملاك وكلها عناد وتقف بوجهه مجددا

    ملاك : قل لي من أنت ؟

    ....... : أنا عازف الأحزان . ولا املك غير تلك الإجابة

    ملاك: يا لك من مغرور وقاسي !!!

    ....... : شكرا لكِ يا فتاة ولكن من أنتي ؟

    ملاك: أنا ملاك أعيش بهذه المدينة كوخي قريب من هذه البحيرة

    ....... : تشرفت عزيزتي ملاك

    ملاك: أني مصرة لمعرفة من أنت ومن أين أنت ؟

    ........ : حسننا . أيتها العنيده أنا فارس من القرية المجاورة لهذه المدينة .

    ملاك : أهلا فارس كيف حالك

    فارس : أنا بخير

    ملاك: قل لي يا فارس لما أنت هنا

    يقف فارس هنا لبضع ثواني ويتحرك بضع خطوات ويقول

    فارس: أريد أن أغير نمط حياتي والعيش بهذه المدينة والابتعاد عن قريتي

    ملاك: لك ما تريد يا فارس

    تتجه نحوه وتقترب أكثر وأكثر ملاك وتقول له

    ملاك: أن عزفك جدا رائع أحببت تلك المعزوفة التي عزفتها بالصباح وبهذه الليلة هل قلت لي لما هذه المقطوعة الحزينة

    فارس: أنها معزوفة من تأليف جرح قلبي الذي مات

    وقفت هنا ملاك متعجبة من ما يقوله فارس

    ملاك : إي جرح هذا يا فارس . معذرة على سؤالي ؟

    يتحرك هنا فارس لناحية الشجرة ليتكأ عليها حتى ينزل لنهاية الشجرة ويجلس ويخبئ رأسه بحجره كطير نعام ولكن بحزن عميق وتتجه نحوه وهو يقول بصوت خافت حزين ::

    فارس: آه من ذلك الجرح يا ملاك لا تذكريني فيه

    وتقاطعه فجأة ملاك وتقول له

    ملاك: هل لي أن اجلس بقربك يا فارس ؟

    رفع رأسه فارس وعيناه تلمعان دمعا

    فارس: تعالي يا ملاك تعالي ولما لا.. اقتربي مني اقتربي

    اقتربت منه ملاك وهو يتكلم

    فارس: نعم لا تذكريني بجرحي الذي ألمه أنا نزيفه هي

    ملاك : هل هذا لغز يا فارس ؟

    فارس : أحببت فتاة من عمري واسمها فاتن كانت قوية رائعة جميلة ساحرة فاتنة كاسمها وحيدة والديها ترسم البسمة بوجه الجميع تداعب أوراق الشجر، مرحه بذاتها أحببتها من كل قلبي وهي تعشقني أضعاف عشقي لها ، فهي قمر بليلة تمامه يشق عنان السماء بنوره .. كنا لا نفارق بعضنا البعض أيدينا دائما متشابكة كأننا جسد واحد كل منا يكمل الآخر كانت أيامنا رائعة جميلة, نتسامر بليالي القمر ونرسم من حبنا لوحات بحبات الرمل على شاطئ البحر الجميل الذي دوما ما كنا نتقابل هناك.. تتألم لألمي وأتعذب لعذابها فاتن هي حبيبتي فاتن هي حبي الذي مات !!

    ملاك: ماذا تقول يا فارس مات وكيف مات ذلك الحب ؟

    يبكي هنا فارس بحرارة الفراق وجعلني ابكي معه !!

    فارس: نعم يا ملاك لقد ماتت فاتن وهي بريعان شبابها وهي تنتظرني بكل شوق ماتت وهي تصارع ذلك المرض الذي لازمها وهي طفلة حتى عجز الأطباء عن معالجته.. ماتت وهي على سرير الرحمة وبيديها صورتي التي لم تفارقها طيلة وقتها ولكن ماتت بليلة ولم اسمع منها كلمة " احبك " ولم أرى ابتسامتها ولم أناظرها وهي تحرك أجمل عينان ولم اذهب للمستشفى إلا وهي مغطية بكامل جسمها بقطعة قماش بيضاء ولم أتمالك نفسي وبكيت حتى وعيت نفسي ارقد بالمستشفى وجميعهم من حولي وسألتهم عن حبيبتي فاتن لم يجبني احد قلت لهم أريد أن اكلمها أريد أن أراها ولم يجبني أحدا على سؤالي وكأن لا احد يقف معي بتلك الغرفة الحزينة ..

    يصمت فارس قليلا وجعل من صمته حزنا بأجواء المعمورة حتى وقف تلاطم أمواج البحيرة ألما وسقطت أوراق الشجر حزنا وهدأت الطيور حدادا ولم أتمالك نفسي أكثر وابتعدت راكضةً لغرفتي ودموعي على خدي وآه يا فارس كم هي الحياة قاسية تحرم المحبين من بعضهما البعض وتجعل القلب مكسورا يتيما ..

    بيوم آخر من ذلك الكابوس الحزين الذي كانت ليلته طويلة حزينة ولم أتمنى أن تكون تلك الليلة من صفحات حياتي , استيقظت من على سريري متجهتا لنافذتي حتى أنثر لتلك الطيور حبوبها المعتاد .. وقفت الطيور على غير عادتها لم تعد تغرد وهي تأكل وكأن الحزن قد ملكها هي أيضا. أسرع لسريري مرةً أخرى اجلس وأضم ركبتاي إلى صدري، ابكي بحرارة ابكي وأنا اسمع صوت عزف فارس قد حان عزفه الحزين القاتل !! فذهبت والتقطت لأخذ دفتر مذكراتي حتى اكتب قد ارتاح قليلا:

    يا فارس الإحزان
    لا تبكي فالقلب
    قد هاج بآهات
    حزني بأعماقي ..

    فقلمي لم يعد يكتب
    مثل تلك الحروف
    العاشقة وقد جعلت
    حبري يكتب
    الحزن مرة
    ولا اعلم هل
    يكتب لحن السعادة
    من جديد

    فارس كم أريد
    أن ارسم البسمة
    بشفتيك وأسعدك
    وأنسيك ماضيك
    الحزين مع فاتن
    الحب الطاهر
    الحب الذي
    نهره قلبك الدافئ
    وآه هنيئا لها بحبك

    فارس اقسم لك
    أن أحاول بكل
    جهدي أن أزيح
    عنك تلك الهموم
    القاسية ذلك الجرح
    العميق بصدرك
    يا قلب بلا جروح !!



    ملاك: أوراق تلك المذكرات على سريري وأريد أن الملم تلك الأوراق بجسم متثاقل متهالك لأول مرة يتمالكني هذا الشعور الحزين وجعلت من تلك الأوراق مستمرة ببعثرتها واذهب لفارس بنفس مكان لقائنا الحزين أمام تلك الشجرة الحزينة التي كانت سعيدة قبل اللقاء بفارس الحزين

    ملاك : صباح الخير يا فارس

    لم يجبني فارس وكأنه في عالم غير هذا العالم كررتها مراراً عليه ولم يجب كان واقفاً على تلك الصخرة وأصابعه تعزف لحن الحزين حتى تساقطت دموعه على خشبة مزماره المتعذب معه أقف بوجه وأعلي صوتي بوجه ، لقد أزعجني حزنه هذا وآلمني كثيرا وكأني أريد القول له أفق يا هذا من حزنك أفق فأنا هنا قد وجدتك أخيرا ولكن هل يعيرني فارس نفس الاهتمام الذي أعيره إياه أنا !!

    ملاك : أيه الهائم بجرحك يكفي أرجوك يكفي لم تجعلني أنام البارحة , جعلتني اغرق بدموعي يكفي يا فارس يكفي !

    اقتربت من خد فارس حتى يحس بتواجدي معه ، اقتربت من قلبه وكان يعزف غير مبالي لي ولكن لا يعرفني جيدا أن كان عنيداً أنا سأريه ما هو العناد

    فارس : نعم . ماذا تريدين يا ملاك ابتعدي عني أرجوك. لا أريد أحد معي بهذه اللحظة ..

    ملاك: سأكون هنا رغما عنك يا هذا !! سأتواجد بعقلك بقلبك ولا يهمني ما الذي سيحدث لي ولكن سأكون معك حتى انتزع من قلبك حزنك !

    فارس: لن يستطيع أي إنسان انتزاع ذلك الحزن من قلبي

    ملاك: أنا من سيزيل ذلك الحزن وسأتحداك.

    بعد عراك طويل وبين شجار ارتفعت فيه الأصوات صوت ملاك وفارس حتى صمتا الاثنين بنفس الوقت ومسحت دموع عينه وربتت على كتفه بيدها الأخرى وهي تحاول تهدئته وتقول له :

    ملاك : اعلم أني عرفتك بوقت قصير جداً ولكنني حلمت بك في أحلامي وكأن القدر قد جلبك لي وكأن الله يريد أن يربطنا مع بعض اهدأ يا فارس اهدأ لو قليلا

    فارس : آه .. يا ملاك لا أريد أن أمر بتجربة أخرى أريد أن أكون وحيدا حتى موتي

    تضع أصابعها على شفتيه وتقول

    ملاك: لا تقول كلاما مثل هذا فأنت غالى على قلبي لا تكرر ما قلته أرجوك

    فارس بابتسامه يملأها الحزن : حسنا لكِ ما تريدين يا ملاك

    وبعدها تمسكه بيديه وتتجه نحو البحيرة وكأنها تريد أن تقول له أحبك يا فارس ولكن بلغتها حتى جلسا على طرف شاطئ البحيرة الجميلة وبيديها دفتر مذكرتها وهو يقرب رمال البحر من الشاطئ

    حبيبي فارس
    احبك بكل جوارحي
    عيناي أحبتك
    شفتي
    روحي
    عقلي
    جسدي
    قلبي
    حتى شراييني وأوردتي

    آه يا فارس
    أين أنت عني
    ولما لم تظهر
    لي إلا الآن
    أريد أن
    أكون معك
    بكل الأوقات
    من صغري
    لتحملني على كتفك
    وتكون لي الوالد
    الحنون على قلبي

    فارس أعلنها
    أمام تلك البحيرة
    والسماء
    أمام تلك الشجيرات
    وعصافير الفضاء
    احبك يا فارس بكل لغات
    الحب احبك
    بصباح الشوق
    أعشقك

    يقاطعها ويأخذ القلم من أصابعها بكل حنان ويقول ::

    يا ملاك أنتي ملاك الحب العنيد
    يا ملاك أنتي ملاك الشوق البعيد
    لا تتحركي
    ولا تتنفسي
    أريد أن أضمك لصدري
    حتى اشعر بحبً جديد
    يا حبا يلهب قلبي من جديد
    أريدك أن تعلني حبك لي
    وأنا فرحا بتواجدك معي
    سأمسك خصلات شعرك
    لأكتب عليها احبك
    وأضم قلبك لقلبي
    ليعلنا حبا قويا

    ما أسعدها تلك اللحظة بحياة المحبين وكل شيء كان يرقص القلب والجسد.. الشجر والسماء.. حتى العصافير .. كلها تغني.. وترقص يأخذها ويطير معها بسعادة قد رقى لها كل القلوب يأخذها من يديها ويضمها لصدره وتخجل ملاك أكثر وأكثر سعيدة هي بكل هذا وكأنها ولدت من جديد يقرب شفتيه ويقبل رأسها ويداعب شعرها الطويل وهي مغمضة العينين وكأنها في حلم لا تريد أن تفوق منه وتريد أن يقف الزمن ولا ينتهي إلى الأبد ..

    هناك بطريق البحيرة اخذ فارس ملاك ليتمشيا رمال الحب وبلسان حاله يقول آه يا ملاك لما قرعتي قلبي لما فتحتي قلبي من جديد لا أريد إن أخون ذلك الوعد الذي قطعته على فاتن وكيف لي أن ابتعد عنكِ ولكن بدون ما إن تشعري بابتعادي ::

    ملاك: فارس ما بك لما أنت صامت ؟

    فارس: لا شيء حبيبتي لا شيء

    ملاك: أرجوك يا حبيبي افتح قلبك لي فأنا أريد أن أريحك

    فارس: تذكرت فقط فاتن !!

    ملاك: أرجوك انسها حبيبي فأنا معك ألان لنعيش أيام عمرنا وترحم بفاتن ولترحل روحها للسماء وهي سعيدة لأني سأجعلك اسعد حبيب بهذا الوجود

    فارس وهو يضم ملاك: صدقيني اعلم أنكِ ستسعدينني ولكن قلبي ما زال يحب فاتن.

    ملاك: لكن فاتن قد ماتت أرجوك لا تعذب نفسك بها

    فارس وهو يقبل وجنتي ملاك: احبك حبيبتي ولكن اعذريني فأني وعدت فاتن إن لا أخون وعدي لها وهو إني لا أحب غيرها

    ملاك: ها أنت قد أحببتني وأنا احبك لا أريد أن تضيع مني فأن قلبك كبير حبيبي

    فارس: آه يا عمري الجديد ما أروع حبك هذا

    استمرت الأيام وتوالت الليالي وهم في اسعد أيامهم ملاك تستعد ليوم الزفاف وكذلك فارس ولكن يأتي الليل لإعلان زفافهما السعيد والحلم العظيم الذي انتظرته طويلا تلك الفتاة وهي تغني وتدندن نغمات الحب الجميلة بليلة دافئة رائعة وأصبح المكان تزينه الأنوار بكل ألوانها حتى الأشجار والبحيرة نالتها تلك الزينة المفرحة بألوانها الجميلة مع نغمات الموسيقى بليلة فرح بليلة سعادة وهي تتجه لمنصة ذلك المسرح التاريخي المصمم على يدي فنانين ماهرين كل هذا من اجل ملاك وفارس وهي تتجه لغرفتها لتكملة آخر استعدادات الحفل ، تسمع صوت ملاك من نافذة غرفتها وكان شيء ما يقرع تلك النافذة ولم ترى إلا إحدى عصافيرها تمسك على رقبتها ورقة ما تفتح ملاك النافذة وقلبها يدق بسرعة وتترقب ما بها من كلمات تلك الرسالة حتى جلسة على سريرها المعد ليلة فرح ليلة سعادة وهي تقرءا تلك الرسالة وتمتم وتقول بصوت متقطع مرتجف ::

    حبيبتي ملاك لم استطع أن اغرق بحبك فهذا الحب اكبر من أن يعذب وان استمر معكِ ولكن قلبي مع فاتن الذي مات لأني مجنونها وقلبي معها بروحها مات .. صدقيني لا أحس بنبضاتي تلك ألا معها وليس معك ولا أريد أن أكون خائن حبها وحبك لي اعلم انكِ تحبينني وأنا قد أسعدني حبك الدافئ ولكنني حاولت أن اضغط على قلبي ولكن لم استطع فهي تناديني وتقول لي تعال يا حبيبي كل ما قربت منكِ أكثر يزداد صريخها .. يزداد صداها بروحي .. ملاك عزيزتي ها أنا ارحل اليوم واعتذر عن كل الم سببته لكي أو كل حزن ودموعا من قلبك الذي سيعود كما كان يغرد للطيور فرحا واعذريني فبعد ما تقرئين تلك الرسالة سترحل روحي معها لأنكِ فعلا قرعتي قلبي الذي مات وبسببك عادت نبضاته للحياة ولم استطع العودة مجددا لأنها قد جعلت من قلبي ميتا لا ينبض وكيف للقلب أن ينبض وهو ميت وستشاهدين يوما قبري وستتذكرين أيامنا الجميلة وهي راحلة بسرعة البرق سامحيني يا قارعة قلبي فأني لم استطع إسعادك سامحيني !!

    تعصر ملاك تلك الرسالة على صدرها بقوة الاشتياق والبكاء قد كسر جناحيها لا تعرف ما تفعل حينها تفتح نافذة غرفتها وتصرخ من صميم قلبها وها قد فزعة تلك الطيور من سباتها من صرختها تلك حتى أوراق الشجر قد تساقطت من فزعة صرختها إذ تقول " لا يا فراس لما تتركني لما ترحل عني فأنا احبك ولا أريد غيرك " وتسقط معشية عليها بليلة سوداء إذ يرحل فارس للسماء مع فاتن وترحل ملاك وبيديها تلك الرسالة محطمة وهذا ما يجنيه الحب من قتل وذبح للروح فهنيئا لقارعة القلب بتلك القصة وهي تجعل من فارس تنبض دقات قلبه من جديد حتى لو قليلا فوداعا لتلك الروحين فاتن وفارس بحبهم الذي لم يتغير وماتا بسلام حتى يرتاح الجميع وها هي نهاية قصة ملاك تنتهي بنهاية جميع إبطالها العاشقين بليلة رأس السنة الجريحة ليذكر العشاق أصعب قصة بعالم الحب المجنون .
    avatar
    ????
    زائر


    تهرب ....تركض.... تلهت.... تتالم Empty رد: تهرب ....تركض.... تلهت.... تتالم

    مُساهمة  ???? الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 10:56 am

    تتساقط قطرات
    المطر على جسدي
    كل قطرة منها تحرقني
    تسقط أحداها على كتفي
    فتكويني وأخرى على رأسي
    فتعذبني بآهاتي وتتساقط
    على صدري
    فتخترق تلك القطرات
    قلبي ما هذه القطرات
    هل هي قطرة مطر آم
    دماء الحب تكويني

    عنجد زوووووووووء
    موضوع كتيرر روعه

    فارس كم أريد
    أن ارسم البسمة
    بشفتيك وأسعدك
    وأنسيك ماضيك
    الحزين مع فاتن
    الحب الطاهر
    الحب الذي
    نهره قلبك الدافئ
    وآه هنيئا لها بحبك


    تقبلي مروري: الملكه توتو

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:08 am